أخبار السعودية

أكثر من 122 مليون قاصدٍ للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446

‏أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أمس، أن عدد قاصدي وزوار الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان للعام 1446 هـ، بلغ (122,286,712)، تمثل (16,558,241) معتمرًا، و(75,573,928) مصليًا في المسجد الحرام، فيما بلغ عدد المصلين في المسجد النبوي (30,154,543) مصليًا.

يُذكر أن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تستخدم تقنية متطورة، تعتمد على حساسات قارئة, لرصد أعداد المصلين والمعتمرين من قاصدي البيت العتيق على أرضية المداخل الرئيسة للمسجد الحرام، في خطوة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية عبر متابعة التدفقات والحشود وتحسين إدارتها بفاعلية بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة.

الكعبة المشرفة قصة بيت الله الذي يُضيء القلوب

في قلب مكة المكرمة، حيث يلتقي الخشوع بالجلال، تقف الكعبة المشرفة شامخة، شاهدة على تاريخ الإيمان ومهوى أفئدة المؤمنين. هي أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد، حيث قال تعالى: “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين”.

ثقة هاجر واستجابة السماء

حينما كان وادي مكة قاحلًا لا ماء فيه ولا زرع، أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام أن يُسكن فيه ذريته، فاستجاب لأمر ربه، وأودع زوجته هاجر وطفلها إسماعيل عليهما السلام في ذلك الوادي الصامت. كانت ثقة هاجر بالله عظيمة، حينما قالت: “إذاً لا يضيعنا”. فكان الله عند حسن ظنها، إذ فجر زمزم من تحت قدمي إسماعيل، فأصبح الوادي عامرًا بالحياة.

بناء الكعبة طاعة ودعاء

وبعدها، أرشد الله إبراهيم إلى مكان الكعبة وأمره ببنائها. وقف إبراهيم وابنه إسماعيل يبنيان البيت بحب وإيمان، وهما يرددان: “ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”. أصبح البيت رمزًا للتوحيد، وشعلةً تنير دروب الإيمان في قلوب البشر.

تاريخ حافل بالعناية والتجديد

في تاريخ الكعبة محطات بارزة؛ تعاقبت أمم على الكعبة، وكلما أصابها الزمن، قام المؤمنون بتجديدها. بنيتها قريش قبل بعثة النبي ﷺ، لكنها قصرت عن بناء كامل البيت بسبب نفقة محدودة، تاركة جزءًا خارجًا عن حدودها، وهو المعروف اليوم بالحِجر. كان النبي ﷺ يتمنى إعادة بنائها على قواعد إبراهيم وإدخال ما تركته قريش، لكنه آثر تأجيل ذلك مراعاة لحال القوم حديثي عهد بالإسلام.

ثم أعاد عبد الله بن الزبير بناءها وفق ما أحب النبي ﷺ، فجعل لها بابين وأدخل الحجر. لاحقًا، في عهد عبد الملك بن مروان، أعيدت إلى شكلها القديم. أما في عام 1040هـ، بعد أن أصابها السيل وتهدمت أجزاء منها، رممها المسلمون، وجدد السلطان مراد خان بناءها بحب واعتناء.

وفي العصر الحديث، خُصصت لها ترميمات دقيقة حفاظًا على هيبتها وسلامتها. حتى كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عام 1417هـ، حيث تم ترميم الكعبة من الداخل والخارج لتبقى في أبهى حلة، شاهدة على تعاقب أيدي الإيمان عبر الزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى